الثلاثاء، 9 يونيو 2015

مدينة صباح الأحمد البحرية ... مدينة البحر

 مدينة صباح الأحمد البحرية
مدينة البحر

وهي مدينة بيئية صممت لنقل الحياة في البحار إلى قلب الصحراء، حيث جمعت بين حداثة التصميم وروعة الفن المعماري، هناك تناقض تام بين الهندسة والبيئة عادة، لكن بعض الأحيان يكون العكس صحيحا، فأحيانا تكون العلاقة تكافلية بينهما ونجاح كل منهما يعتمد على نجاح الأخرى. وتشهد دولة الكويت الصحراوية ثورة إنشائية بقيادة فريق من المهندسين البريطانيين والاستراليين حيث ينشئ جيش من عمال البناء مدينة جديدة في وسط الرمال القاحلة. تحديات بيئية كبيرة بين الهندسة والبيئة فإذا نجح المشروع فهذه المنطقة النائية من الكويت ستتحول إلى حدث عالمي وتغير طريقة البناء إلى الأبد.
وفي عام 1986 لقد كانت بداية فكرة المشروع في توسيع الممرات المائية الضيقة في الخبرات لتصبح شبكة واسعة من بحيرات داخلية مترابطة تصب في البحر وتحول منبسطات ملحية مفتقرة للمعالم إلى مدينة جديدة.
لقد كانت أرضا منخفضة وصنفت بمنطقة مستنقعية واعتبرت منطقة غير صالحة للبناء بسبب منسوبها المنخفض وتربتها الفقيرة لكنه تم إزالة بعض الممرات لشق ممرات مائية، فالمواد التي تمت إزالتها لشق الممرات استخدمت لرفع منسوب الأرض مما جعله موقع بناء ملائم.
وفي خطوة ذكية، فإن المواد التي تزال لأجل البحيرات لا تستخدم لإنشاء قاعدة بناء فحسب بل لرفع منسوب الأرض أيضا كي يتجاوز أي ارتفاع محتمل في منسوب مياه البحر نتيجة الاحترار العالمي.

لكن اندلعت الحرب قبل البدء بالعمل، فاحتلال العراق لدولة الكويت جلب الكوارث البيئية عندما قام الجيش العراقي المنسحب بإحراق مئات آبار النفط، حيث لم تستعد المنطقة عافيتها إلا بعد سنوات، وعندما استعادت عافيتها ظهر خصم للمدينة الجديدة والمتمثل في مشاريع الإنشاء الضخمة في دبي، وبدأت عمليات استصلاح الأراضي ومشاريع البناء الهائلة في التسعينات لكنها أثارت قلق بعض مناصري البيئة، لأن المقاولين يضخون ملايين الأطنان من الرمال إلى الخليج العربي لإنشاء جزر صناعية مما يضر بالمواطن البحرية الجديدة. ومع إعادة إحياء مشروع «مدينة البحر» عند بداية القرن الجديد حيث قرر أصحاب المشروع والفكرة العمل بخطة مختلفة وهي بناء مدينة تأخذ بالاعتبار العوامل الاقتصادية والبيئة.
مدينة صباح الاحمد البحرية

هناك عدد من المشاريع المماثلة في منطقة الخليج وأنه من الممكن ابتكار حلول بيئية وتجارية ملائمة في الوقت ذاته. تنشأ مشاريع كبيرة بالاستناد إلى فكرة عظيمة قد تكون عظمتها في شكل المشروع لكن الأمر مختلف في هذه الحالة لطالما كانت الفكرة العظيمة هنا محصورة بالبيئة.
ومع مشروع بهذه الأهمية البيئية كان من الضروري أن تكون الخطوة صحيحة منذ البداية، حيث تم البدء بعمل «تقييم الأثر البيئي» وتحديد التكاليف والمنافع البيئية للبناء في هذه المنطقة.

للمزيد ...
http://www.almithaq.com.kw/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق